English EN

ذات صلة

جمع

معركة بغداد الكروية: الاتحاد يبحث عن أول انتصار آسيوي أمام صلابة الشرطة العراقي

تتجه أنظار عشاق كرة القدم الآسيوية والعربية مساء اليوم...

سانت خيلويزي ضد نيوكاسل يونايتد: صراع العودة الكبرى في معقل الأبطال

تاريخ كرة القدم الأوروبية يزخر بالصراعات الكلاسيكية، لكن في...

صراع الكبار: تحليل شامل لمواجهة برشلونة وباريس سان جيرمان الأخيرة

لطالما كانت مواجهات العملاق الكاتالوني ونظيره النادي الباريسي إحدى...

الكلاسيكو الآسيوي: الزوراء ضد النصر.. ملحمة كروية متجددة بين العراق والسعودية

تتجاوز مباريات كرة القدم أحيانًا مجرد المنافسة الرياضية لتتحول...

سانت خيلويزي ضد نيوكاسل يونايتد: صراع العودة الكبرى في معقل الأبطال

تاريخ كرة القدم الأوروبية يزخر بالصراعات الكلاسيكية، لكن في بعض الأحيان، يظهر تنافس جديد يحمل في طياته الكثير من القصص الملهمة والمفاجآت غير المتوقعة. تُعد مواجهة سانت خيلويزي ضد نيوكاسل يونايتد واحدة من هذه اللقاءات التي جمعت ناديين يمثلان رمزًا للعودة الكبرى، كل بطريقته الخاصة. الفريق البلجيكي، رويال يونيون سانت خيلويزي، الذي شهد صعودًا مذهلاً من الدرجات الدنيا إلى قمة الكرة البلجيكية والأوروبية، يلتقي بالعملاق الإنجليزي نيوكاسل يونايتد، الذي استعاد بريقه بدعم مالي ضخم وطموح لا حدود له للسيطرة على الساحة القارية. هذا اللقاء، الذي استضافته أضواء دوري أبطال أوروبا مؤخرًا، لم يكن مجرد مباراة عادية، بل كان اختبارًا حقيقيًا لطموحات كل فريق وقدرته على تثبيت أقدامه بين الكبار.

في قلب أوروبا: مواجهة الجولة الثانية من دوري الأبطال

جاءت قمة سانت خيلويزي ونيوكاسل يونايتد في سياق مثير ضمن منافسات الجولة الثانية من مرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم. كلا الفريقين يدخلان البطولة بطموح مختلف؛ نيوكاسل، العائد إلى الأضواء بعد غياب طويل، يسعى لترك بصمة قوية تُعبر عن مشروعه الجديد. بينما يسعى سانت خيلويزي، ممثل الكرة البلجيكية، لإثبات أن صعوده لم يكن مجرد صدفة، وأن لديه القدرة على مقارعة الكبار وتحقيق المفاجآت كما فعل في مواجهات أوروبية سابقة.

ملعب “لوتو بارك” في بروكسل، الذي احتضن هذا اللقاء، كان شاهدًا على مباراة سريعة الوتيرة، حيث سعى نيوكاسل يونايتد لتعويض خسارته في الجولة الافتتاحية وقطف أول ثلاث نقاط له. من جهته، كان سانت خيلويزي حريصًا على استغلال عاملي الأرض والجمهور لتعزيز نتائجه الإيجابية في البطولة، خصوصًا بعد انطلاقة جيدة في الجولة الأولى.

نتيجة ساحقة: نيوكاسل يُسجل انتصاره الأكبر في تاريخه بدوري الأبطال

في واحدة من اللحظات التاريخية لنادي نيوكاسل يونايتد في المسابقة الأوروبية الأهم، تمكن “الماكبايس” من تحقيق فوز كاسح على مضيفه سانت خيلويزي برباعية نظيفة. هذه النتيجة القاسية منحت الفريق الإنجليزي أول انتصار له في النسخة الحالية من دوري الأبطال، بل وأصبحت أكبر فوز في تاريخ مشاركات النادي في هذه المسابقة، متجاوزًا الفوز الشهير على باريس سان جيرمان في موسم 2023.

شهدت المباراة تألقًا لافتًا لنجوم نيوكاسل، حيث افتتح الوافد الجديد نيك فولتيماده التسجيل في الدقيقة 17. وقبل نهاية الشوط الأول بدقائق، نجح الجناح الطائر أنتوني جوردون في تسجيل الهدف الثاني من علامة الجزاء في الدقيقة 43، ليمنح فريقه أريحية كبيرة قبل الاستراحة. في الشوط الثاني، واصل جوردون تألقه ليُسجل هدفه الشخصي الثاني والثالث لفريقه، أيضًا من ركلة جزاء في الدقيقة 64، مؤكدًا دوره المحوري في الهجوم. واختتم البديل المتألق هارفي بارنز مهرجان الأهداف في الدقيقة 81 بهدف رابع، ليُكمل لوحة الانتصار الكبيرة. هذا الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان رسالة واضحة من نيوكاسل لباقي المنافسين.

تحليل فني: تفوق تكتيكي وكفاءة أمام المرمى

عكس الفوز الكبير الذي حققه نيوكاسل يونايتد على سانت خيلويزي تفوقًا تكتيكيًا واضحًا لمدرب “الماكبايس” إيدي هاو. اعتمد نيوكاسل على الضغط العالي والتحولات السريعة، مستغلاً مهارة لاعبيه في الأطراف وقدرتهم على اختراق الدفاعات المنظمة. كان الوسط الإنجليزي بقيادة نجمه ساندرو تونالي و برونو غيمارايش هو القلب النابض الذي سيطر على إيقاع المباراة ومنع الفريق البلجيكي من بناء هجماته المعتادة.

من جهته، حاول سانت خيلويزي مجاراة الإيقاع السريع، لكن دفاعه المرتد لم يكن فعالاً بالقدر الكافي في مواجهة الهجوم الإنجليزي المتعدد الخيارات. ورغم محاولات الفريق البلجيكي خلق فرص خطيرة، خاصة من الكرات العرضية، إلا أن الكفاءة الدفاعية وحارس نيوكاسل المتألق حالا دون اهتزاز الشباك. أظهرت المباراة أن سانت خيلويزي ما زال بحاجة إلى تطوير صلابته التكتيكية وخبرته الأوروبية للحفاظ على استقراره في مواجهة الفرق التي تمتلك عمقًا كبيرًا في التشكيلة والقدرة على حسم الفرص.

أنتوني جوردون: نجم يقتحم تاريخ نيوكاسل الأوروبي

كان الجناح الشاب أنتوني جوردون هو العنوان الأبرز لهذه الملحمة. بتسجيله هدفين في شباك سانت خيلويزي، اقتحم جوردون تاريخ نيوكاسل يونايتد الأوروبي من أوسع أبوابه. هذه الثنائية، إلى جانب هدفه في الجولة الأولى، جعلته ثالث لاعب في تاريخ النادي الإنجليزي يسجل في مباراتين متتاليتين في دوري أبطال أوروبا. هذا الأداء المُلهم جاء ليرد على جميع التساؤلات والانتقادات التي طالته في بداية الموسم، ليُثبت أنه عنصر أساسي في خطط إيدي هاو.

لا يقتصر التألق على جوردون وحده، فـ نيك فولتيماده، المهاجم الجديد الذي سجل الهدف الافتتاحي، يؤكد أنه بات قوة هجومية لا يُستهان بها في صفوف نيوكاسل. على الجانب الآخر، يمتلك سانت خيلويزي لاعبين مميزين مثل آدم زورغان و بروميس دافيد، اللذين يُعدان مفتاحًا لأداء الفريق الهجومي، لكنهم لم يتمكنوا من إظهار كامل إمكانياتهم في مواجهة الصلابة الإنجليزية.

ما بعد المباراة: طريق نيوكاسل نحو القمة وعزيمة سانت خيلويزي

الفوز الساحق على سانت خيلويزي منح نيوكاسل يونايتد دفعة معنوية هائلة، وضعته في موقع جيد ضمن جدول الترتيب للمجموعة. هذا الانتصار يُعزز من ثقة الفريق في مشروعه للعودة إلى مصاف الأندية الأوروبية الكبرى، ويُثبت أن النادي قادر على تحقيق نتائج كبيرة خارج أرضه. تترقب جماهير “الماكبايس” مباريات حاسمة قادمة، تحمل مفاتيح التأهل إلى الأدوار الإقصائية.

أما بالنسبة لـ رويال يونيون سانت خيلويزي، فرغم قسوة النتيجة، يظل الفريق يمثل قصة نجاح كروية فريدة. الخسارة أمام قوة بحجم نيوكاسل لا تقلل من العزيمة التي يتمتع بها الفريق البلجيكي، الذي سيسعى جاهداً للتعويض في الجولات المتبقية. الهدف بالنسبة لسانت خيلويزي سيظل المناورة داخل المجموعة، ومحاولة خطف بطاقة مؤهلة على الأقل إلى مسابقة الدوري الأوروبي، معتمدًا على روحه القتالية وقدرته على تحقيق المفاجآت في اللحظات الحاسمة. الصراع لم ينتهِ بعد، وكرة القدم الأوروبية لا تخلو من التقلبات، مما يبقي هذا التنافس الجديد بين نيوكاسل يونايتد وسانت خيلويزي مثيرًا للمتابعة.