معركة بغداد الكروية: الاتحاد يبحث عن أول انتصار آسيوي أمام صلابة الشرطة العراقي

تتجه أنظار عشاق كرة القدم الآسيوية والعربية مساء اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025 إلى العاصمة العراقية بغداد، حيث يحتضن ملعب المدينة الدولي مواجهة نارية ضمن منافسات الجولة الثالثة من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة 2025/2026. اللقاء يجمع بين نادي الشرطة العراقي وضيفه الثقيل الاتحاد السعودي، في مباراة لا تقبل أنصاف الحلول، خاصة للعميد الذي يبحث عن فوزه الأول لإنقاذ مشواره القاري بعد بداية متعثرة ومخيبة للآمال. هذه القمة تحمل طابع التحدي والتاريخ، فكل فريق يسعى لإثبات وجوده وتأكيد أحقيته بالمنافسة على بطاقة التأهل، في ظل ضغط جماهيري هائل يرافق الفريقين.

الاتحاد: ضغوط “الصفر” والبحث عن نقطة تحول

يدخل الاتحاد السعودي هذه المواجهة وهو في موقف لا يحسد عليه. فبعد جولتين من انطلاق منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة، يقبع العميد في المركز الحادي عشر في جدول ترتيب منطقة الغرب، دون أي رصيد من النقاط. هذه البداية الصفرية جاءت إثر خسارتين متتاليتين أمام الوحدة وشباب الأهلي الإماراتي، مما وضع الفريق تحت ضغط جماهيري وإعلامي كبير.

بالنسبة للمدير الفني، أصبحت مباراة الشرطة بمثابة عنق الزجاجة ونقطة التحول الإلزامية. أي تعثر جديد قد يطيح بآمال الفريق في المنافسة بشكل مبكر، على الرغم من أن البطولة ما زالت في بدايتها. ويعوّل الاتحاد، بكتيبة نجومه العالميين، على خبرة لاعبيه القادرين على استعادة التوازن واستغلال أي هفوة دفاعية للمنافس. الغياب المؤكد لنجوم مثل كريم بنزيما ومهند الشنقيطي، بالإضافة إلى ستيفين بيرجوين ومعاذ فقيهي، يضع تحديًا مضاعفًا أمام الجهاز الفني لتعديل الخطط الهجومية وإيجاد بدائل قادرة على هز شباك “القيثارة الخضراء” على أرضهم. معركة بغداد الكروية

الشرطة العراقي: عامل الأرض والجمهور ورغبة الانتقام

على الجانب الآخر، يخوض الشرطة العراقي اللقاء بطموح مختلف ورغبة عارمة في تحقيق أول انتصار له في المسابقة القارية. يحتل الشرطة حاليًا المركز العاشر برصيد نقطة وحيدة، جمعها من التعادل الإيجابي أمام السد القطري في الجولة الأولى، قبل أن يخسر أمام الغرافة في الجولة الثانية. الفريق العراقي، بقيادة مدربه، يدرك تماماً أن هذه المباراة تمثل فرصة ذهبية ليس فقط لحصد النقاط الثلاث، بل لتوجيه رسالة قوية إلى القارة الآسيوية.

نادي الشرطة يعوّل بشكل كبير على عاملي الأرض والجمهور، فملعب المدينة الدولي سيكون ممتلئاً بالجماهير العراقية المتحمسة التي تُعرف بدعمها اللامحدود، والتي تُعد سلاحاً فتاكاً قادراً على تقليص الفوارق الفنية وإرباك أي منافس. يمتلك “القيثارة الخضراء” أسماء مميزة مثل محمود المواس ومهدي أصحابي وليونيل أتيبا، وهم قادرون على صناعة الفارق واستغلال المساحات التي قد يتركها العميد في اندفاعه الهجومي. اللقاء يحمل نكهة “التكافؤ التاريخي” أيضاً، حيث أن مواجهات الاتحاد ضد الأندية العراقية تشهد غالباً نتائج متقاربة، مما يزيد من حدة الترقب والندية. معركة بغداد الكروية

التوقعات الفنية والسيناريوهات المحتملة للمباراة معركة بغداد الكروية

تاريخياً، تحمل مواجهات الأندية السعودية والعراقية في المسابقات القارية طابعاً خاصاً من التنافسية. الاتحاد يتفوق بالقيمة السوقية وخبرة نجومه، بينما الشرطة يتميز بالروح القتالية الهائلة والدعم الجماهيري الذي لا يتوقف.

من الناحية الفنية، من المتوقع أن يلعب الاتحاد بخطة هجومية صريحة للسيطرة على وسط الملعب وخلق الفرص، مستغلاً سرعة لاعبيه في الأطراف وتمريرات نجولو كانتي. الهدف الأساسي للعميد سيكون تسجيل هدف مبكر لتهدئة الأعصاب وتخفيف ضغط الجمهور العراقي. في المقابل، من المرجح أن يعتمد الشرطة على التنظيم الدفاعي المحكم والضغط العالي على حامل الكرة، واللعب على التحولات السريعة والهجمات المرتدة، مستغلًا أي ارتباك في خطوط دفاع الاتحاد الذي يعاني مؤخرًا.

غياب بنزيما يلقي بظلاله على قوة العميد الهجومية، مما يعني أن لاعبين آخرين مثل موسى ديابي ونجوم خط الوسط سيتحملون عبء إنهاء الهجمات. الشرطة، من جانبه، يحتاج إلى التركيز طوال التسعين دقيقة، واستغلال الفرص القليلة التي ستسنح له أمام المرمى. أي خطأ في الثلث الأخير قد يكلف أيًا من الفريقين غالياً، خاصة وأن نتيجة هذه المباراة ستحدد بشكل كبير مسار كلاهما في هذه النسخة المعقدة من دوري الأبطال للنخبة.

ختاماً: هل يستطيع الاتحاد كسر حاجز التعثر؟

مباراة الشرطة ضد الاتحاد هي أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها اختبار حقيقي لقدرة الاتحاد السعودي على تجاوز كبوة البداية، وتأكيد لقوة وصلابة الشرطة العراقي على أرضه وبين جماهيره. الضغط النفسي على لاعبي الاتحاد لتحقيق الفوز الأول لا يترك مجالاً للتفكير في غير الانتصار، بينما سيلعب الشرطة بـ “عقدة” الأرض والجمهور التي لطالما كانت مفتاح انتصارات الأندية العراقية. إنها قمة آسيوية مرتقبة، قد تكون نقطة فاصلة في تاريخ مشوار الفريقين لهذا الموسم. من سيعلن الانتصار في معركة بغداد الكروية الليلة؟